حكاية جنية في المغرب الرررررعب 😱😱😱

حكاية جنية في المغرب  😱😱😱




https://www.coinpayu.com/static/earners_banner/728X90.gif 

في قلب قصبة قديمة بمدينة مراكش العتيقة، عاشت عائلة مكونة من أب وأم وطفلين صغيرين. كان الأب تاجرًا ناجحًا، بينما كانت الأم ربة منزل حنونة. عاشوا حياة هادئة وسعيدة، إلى أن تغير كل شيء في ليلة واحدة مظلمة.

في تلك الليلة، بينما كان الجميع نائمين، سمع الابن الأصغر صوتًا غريبًا قادمًا من الطابق العلوي. نهض بحذر وتسلل نحو مصدر الصوت، ليجد باب الغرفة المجاورة مفتوحًا على مصراعيه. دخل بحذر شديد، وفُتحت عيناه على مشهد غريب:

في وسط الغرفة، كانت تقف امرأة جميلة ذات شعر طويل أسود عسلي وعيون خضراء براقة. كانت ترتدي ثوبًا تقليديًا من الحرير الأزرق، ويزين رأسها تاج ذهبي. ابتسمت المرأة للطفل ابتسامة ساحرة، وقالت بصوت عذب:

"لا تخف يا بني، أنا جنية من عالم الجن. اسمي ليلى، وجئت لمساعدتكم."

شعر الطفل بالدهشة والخوف في نفس الوقت، لكنه سألها: "لماذا تريدين مساعدتنا؟"

أجابت ليلى: "لقد سمعت عن طيبة قلبكم وكرمكم، وأردت أن أهديكم هدية. في غدٍ صباحًا، ستجدون كيسًا مليئًا بالذهب على عتبة الباب. خذوه، واستخدموه لتحسين حياتكم."

وودعت ليلى الطفل واختفت في الهواء. عاد الطفل إلى سريره، ولم يستطع النوم من شدة الحماس. في الصباح الباكر، استيقظ الجميع ووجدوا كيس الذهب على عتبة الباب. فرحوا جميعًا بالهدية، وشكروا ليلى من أعماق قلوبهم.

مع مرور الوقت، ازدادت ثروة العائلة، وعاشوا حياة رغدة مليئة بالرفاهية. لكن، لم يدركوا أن ثروتهم قد جاءت بثمن باهظ. ففي كل ليلة، كانت ليلى تأتي إلى منزل العائلة، وتقضي ساعات طويلة مع الابن الأصغر.

في البداية، كانت ليلى تروي للطفل قصصًا ممتعة وتغني له أغاني جميلة. لكن، مع مرور الوقت، بدأت تطلب منه أشياء غريبة. طلبت منه أن يجمع لها الزهور من الحديقة في منتصف الليل، وأن يحضر لها الطعام من السوق في وقت مبكر من الصباح.

شعر الطفل بالخوف من طلبات ليلى، ل كنه كان يخاف من الإساءة إليها. ففي كل مرة كان يرفض طلبها، كانت تهدده باللعنات والشرور.

في أحد الأيام، طلبت ليلى من الطفل أن يجمع لها قطرات من ندى الصباح. شعر الطفل بالرعب، فقد كان عليه الخروج من المنزل في منتصف الليل. لكنه لم يستطع رفض طلبها، خوفًا من غضبها.

خرج الطفل إلى الحديقة، وجمع قطرات الندى في وعاء صغير. وعندما عاد إلى المنزل، فوجئ بوجود ليلى في غرفته. أخذت الوعاء من يده، وشربت منه بضع قطرات. وفجأة، تحولت ليلى إلى وحش مخيف ذي عيون حمراء وأظافر حادة.

صرخ الطفل من شدة الخوف، وحاول الهرب من الغرفة. لكن، أمسكت به ليلى بأظافرها الحادة، وقالت بصوت مرعب:

"لقد حان وقتي لأخذ ما هو لي! لقد أعطيتك الثروة، والآن سأحصل على روحك!"

في تلك اللحظة، استيقظ الأب والأم على صراخ ابنهما. هرعوا إلى غرفته، ليجدوا ليلى تقف فوقه وهي تهم بقتله.

حاول الأب والأم صد ليلى، لكنها كانت قوية جدًا. في تلك اللحظة، تذكر الأب ما قاله له أحد الحكماء عن الجن: "يمكنك هزيمة الجن بقراءة آيات من القرآن."

بدأ الأب بقراءة آيات من القرآن الكريم بصوت عالٍ. وفجأة، بدأت ليلى تتألم وتصرخ. ثم تحولت إلى ضوء خافت واختفت من الغرفة.

نجا الطفل من الموت بأعجوبة، لكنه لم ينسَ أبدًا تلك الليلة المرعبة. تعلم من تلك التجربة أن

 لا يصح دائما قبول الهدايا من الغرباء، خاصة من عالم الجن. استحوذ الخوف والقلق على العائلة، فلم يعودوا يعيشون بسلام. قرر الأب استشارة رجل دين معروف في المدينة، الذي نصحهم بالانتقال إلى منزل آخر يقع خارج أسوار المدينة القديمة.

انتقلوا إلى منزل جديد، وحرص الأب على تلاوة آيات القرآن الكريم يوميًا في المنزل، طاردا أي أثر للشرور الذي خلفته ليلى وراءها. عاد الهدوء إلى حياتهم، لكن ظل الحذر يراودهم. لم يخبر الطفل أحدا عن سر الندى الذي سلمه لليلى، خوفا من عدم تصديقهم أو اتهامه بالجنون.

مرت السنوات، وكبر الطفلان وأصبحا شابين. في ليلة مظلمة، بينما كان الشاب الأصغر يطالع كتابا، سمع صوتا خافتا يناديه باسمه: "يا بني..."

تجمد الشاب في مكانه، وبدأ عرقه يتصبب. عرف على الفور من يكون الصوت. نهض على عجل، وأيقظ شقيقه وأباه. أخبرهم بما سمعه، وكشف لهم أخيرا سر ليلى وقطرات الندى.

صدم الأب من كذب ابنه طوال تلك السنوات، لكنه فهم خوفه. قرروا استشارة رجل الدين مرة أخرى. نصحهم هذه المرة بالاستعانة بعازف "الروحاني"، وهو شخص يُعتقد بقدرته على التواصل مع عالم الجن وطردهم.

حضر عازف الروحاني إلى منزلهم، وأجرى طقوسا خاصة باستخدام الطبول والبخور. بدأ يتحدث بلغة غريبة، ويأمر ليلى بالرحيل. فجأة، هبّت عاصفة قوية داخل المنزل، وأُطفئت جميع الأنوار. وسط الظلام الدامس، سمعوا صرخات وصراخا مرعبا. بعد لحظات، ساد الصمت التام.

أشعل عازف الروحاني الشموع، وأخبرهم أن ليلى قد غادرت المنزل نهائيا، لكنه حذرهم من أنها قد تحاول العودة يوما ما. نصحهم بالاستمرار بتلاوة القرآن الكريم والحفاظ على إيمانهم القوي، فهما سلاحهم الحقيقي ضد شرور الجن.

عاشت العائلة بعدها حياة هادئة، لكن ذكرى ليلى ظلت عالقة في أذهانهم. تعلموا درسا قاسيا عن الثمن الذي يمكن دفعه مقابل  الثراء السهل، وأهمية الحذر من عروض الغرباء، خاصة من عالم الجن الخفي.

تعليقات